طلب الراحة يثير الجدل في إسبانيا: ريال مدريد يشتكي وبرشلونة التزم الصمت رغم ظروف أصعب
ماذا يحدث؟
تصاعدت حدة الجدل مؤخرًا في كرة القدم الإسبانية، بعد التصريحات الواضحة من مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي، التى طالب فيها بمنح الفريق 72 ساعة من الراحة بين المباريات، مؤكدًا أن فريقه لن يشارك مستقبلًا دون هذا الشرط. لكن ما أثار المزيد من الجدل هو المقارنة التي ظهرت لاحقًا مع برشلونة، الذى واجه ظروفًا مشابهة دون أن يصدر عنه أي احتجاج أو تهديد.
أنشيلوتي يلوّح بالرفض ويضغط على الليجا
بدأت الأزمة قبيل مباراة ريال مدريد أمام فياريال، عندما بثت قناة النادي رسالة تؤكد أن الفريق يشعر بالإجهاد بسبب ضغط المباريات، قبل أن يكرر أنشيلوتي هذه الرسالة بعد نهاية اللقاء، قائلًا: "هذه آخر مرة نلعب فيها دون 72 ساعة من الراحة. لقد طلبنا تعديل موعد المباراة مرتين دون استجابة. لن نقبل بذلك مرة أخرى".
تصريحات المدرب الإيطالي أثارت ضجة، خاصة بعد إجابته الواضحة عن إمكانية رفض الفريق خوض أي مباراة لا تتوفر فيها فترة الراحة الكافية، حيث قال: "نعم، لن نلعب".
برشلونة واجه نفس الموقف بصمت
وبينما تصاعدت نبرة الاحتجاج من ريال مدريد، أعادت صحيفة "موندو ديبورتيفو" التذكير بموقف سابق مر به برشلونة هذا الموسم، دون أن يصدر عنهم أي اعتراض. ففي سبتمبر الماضي، خاض الفريق الكتالوني مواجهة ضد موناكو فى دورى أبطال أوروبا يوم 19 سبتمبر عند الساعة 21:00، ثم لعب مباراة الدوري الإسباني ضد فياريال بعد 69 ساعة و30 دقيقة فقط، يوم 22 سبتمبر الساعة 18:30.
ورغم قصر المدة الزمنية بين اللقاءين، لم يصدر عن برشلونة أي بيان احتجاجي أو تهديد بالغياب، بل خاض الفريق المباراة كالمعتاد.
اختلاف التفاصيل أم ازدواجية المعايير؟
يدافع ريال مدريد عن موقفه بالإشارة إلى أن مباراته السابقة كانت أمام أتلتيكو مدريد، وامتدت إلى أشواط إضافية وركلات ترجيح، ما سبب مزيدًا من الإرهاق البدني للاعبين، على عكس حالة برشلونة الذي خاض مباراة عادية ضد موناكو.
لكن المقارنة لا تخلو من الوجاهة، خاصة أن برشلونة اضطر للسفر والعودة من موناكو جوًا، ما شكل عبئًا إضافيًا، بينما لعب ريال مدريد جميع مبارياته في العاصمة الإسبانية دون تنقلات طويلة.
ضغوط مستمرة على رابطة الليجا
في ظل هذه الأجواء، تتعرض رابطة الليجا لضغوط متزايدة من الأندية الكبرى، وسط انتقادات متكررة لطريقة تنظيم جدول المباريات. وبينما يستخدم ريال مدريد صوتًا أعلى للمطالبة بالتغيير، اختار برشلونة الصمت، ما جعل المقارنة بين الموقفين محط نقاش بين جماهير ومحللي الكرة الإسبانية.
الجدل مرشح للاستمرار، خاصة إذا قرر ريال مدريد تنفيذ تهديده بعدم خوض المباريات، مما قد يفتح الباب لتوتر أكبر بين الأندية ورابطة الدوري الإسباني.