تقرير - إنييستا وجريزمان يزينان تشكيلة 11 لاعبا استحقوا الفوز بالكرة الذهبية في العقد الأخير

1
4
تقرير - إنييستا وجريزمان يزينان تشكيلة 11 لاعبا استحقوا الفوز بالكرة الذهبية في العقد الأخير

لقد فاز الأرجنتيني ميسي بالجائزة المرموقة ست مرات، أربعة منها على التوالي، في حين ارتقى البرتغالي رونالدو إلى منصة التتويج لحمل كرة الذهب في خمس مناسبات.

ولم يستطع أي من لاعبي كرة القدم حول العالم أن يكسر هيمنة ميسي ورونالدو، خلال حقبة امتدت لـ 12 عاما متتاليا، وتبدو مستمرة لسنوات قادمة، باستثناء لوكا مودريتش، نجم ريال مدريد، الذي تمكن من حصد اللقب في 2018، بعد عامٍ استثنائي رفقة ريال مدريد ومُنتخب كرواتيا.

لكن كثيرين يرون أوجها للتشابه بين ما حققه مودريتش في العام قبل الماضي وما أنجزه لاعبون في مواسم وأعوامٍ فائتة، لربما استحقوا على إثرها الفوز بالكرة الذهبية، وإن لم يحدث ذلك، في ضوء منح القائمين على الجائزة، والصحفيين المنوط بهم الاقتراع، الغالبية العُظمى من أصواتهم لشخصين اثنين: ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.

خلال السطور القادمة، سنعمد وإياكم لاستعراض تشكيلة تضم 11 لاعبا، ربما استحقوا الفوز بالكرة الذهبية، في الأعوام الـ 12 الماضية، قبل أن تصطدم آمالهم بسطوة ميسي ورونالدو، وأيضا بإنجاز مودريتش.

حراسة المرمى: الألماني مانويل نوير (2014)

كان نوير على موعدٍ تاريخي، حينما ترشح للقائمة النهائية الخاصة بجائزة الكرة الذهبية عام 2014، مُستفيدا من مُساهمته في تتويج مُنتخب ألمانيا بكأس العالم في البرازيل.

لم يسبق لأي حارس مرمى أن تُوج بالكرة الذهبية سوى السوفيتي ليف ياشين، الذي حصد الذهب الفردي الأكثر رونقا في عالم كرة القدم عام 1963، لكن نوير كان قريبا حقا من تكرار هذا الإنجاز.

لعب نوير دورا محوريا بالفعل في استعادة مُنتخب ألمانيا للقب المونديال، بعد 24 عاما من الغياب، إلى جانب إسهامه في تتويج ناديه بايرن ميونيخ بالثنائية المحلية، ما قادة للفوز أيضا بجائزة أفضل لاعب في ألمانيا، ذلك العام.

انقضى سباق الكرة الذهبية، وقد كان نوير قريبا تماما من التفوق على ميسي، لكنه أنهى المنافسة في المركز الثالث خلف البرغوث، بفارق لم يجتز حاجز 0.04%، وإن حل في منأى تام عن صدارة رونالدو، الذي اكتسح نسب التصويت بفارقٍ كبيرٍ عن كافة المُرشحين.

خط الدفاع: البرازيلي داني ألفيس، الهولندي فيرجيل فان دايك، البرتغالي كلبير بيبي، البرازيلي مارسيلو

مثل داني ألفيس ركيزة أساسية في تشكيلة "برشلونة جوارديولا" التي بدت الأقوى بتاريخ النادي الكتالوني، وقد وصل إلى ذروة تألقه الفردي والجماعي عام 2011، حينما ساهم في فوز البلوجرانا بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.

إسهامات ألفيس مع برشلونة في 2011 لم تتوقف عند حد البطولتين سالفتي الذكر، بل اتسعت رقعة نتائجها لتشمل 3 بطولات أخرى: كأس السوبر الإسبانية، كاس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية، ليُصبح هذا العام تاريخيا بكل معنى الكلمة للبرسا وظهيره البرازيلي.

في الصيف، كان ألفيس مُتواجدا بقائمة مُنتخب البرازيل التي نافست في بطولة كوبا أميركا "الأرجنتين 2011"، لكن راقصي السامبا تعرضوا لخروجٍ مبكر، بعض الشيء، عقب الخسارة أمام باراجواي في الدور ربع النهائي.

في ترتيب الكرة الذهبية للعام 2011، حل ألفيس - الذي ينشط حاليا كلاعب في ساو باولو البرازيلي - بالمرتبة التاسعة عشرة، أفضل من أي ظهير أيمن آخر في العالم بأسره.

كان الهولندي فان دايك هو المدافع الأغلى في تاريخ كرة القدم، حينما ساهم في تتويج ليفربول بدوري أبطال أوروبا، للمرة السادسة في تاريخ النادي الإنجليزي.

بدا فان دايك - الذي انضم إلى ليفربول شتاء 2018، قادما من ساوثهامبتون في صفقةٍ قياسية - حائط صلدا وصلبا أمام هجمات كافة خصوم ومُنافسي الريدز، وقد تمكن فعليا من فرض اسمه وأسهمه على الجميع، ما اتضح جليا في تفوقه على كل نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، حينما تُوج بجائزة الأفضل في المُسابقة المحلية عن موسم 2018/19.

بعد اعتلائه عرش اللاعب الأفضل في إنجلترا، تمكن فان دايك من استنساخ ريادته في أوروبا، عندما نادى أحدهم في الحفل السنوي لليويفا: قلب الدفاع صاحب الشعر الطويل هو اللاعب الأفضل في قارتنا العجوز.

وبينما توقع كثيرون أن يتكرر النداء على فان دايك في احتفال "فرانس فوتبول"، كان ميسي قد صعد المسرح بالفعل، وحمل كرته الذهبية السادسة، مُخلفا أسئلة كثيرة حول أحقية الهولندي في الظفر باللقب.

2016 هو العام الأفضل في كامل مسيرة بيبي، الذي تطور كثيرا مع ريال مدريد، ليُصبح حينها قلب الدفاع الأهم في تشكيلة الفريق الملكي، أمام الإسباني سيرجيو راموس والفرنسي رافاييل فاران.

بيبي أجاد ولعب دورا محوريا في تتويج ريال مدريد بلقب دوري الأبطال الأول مع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، قبل أن يعمد للمُساهمة في حصد بلاده للقب كأس الأمم الأوروبية في صائفة العام نفسه.

مستويات بيبي المميزة مع ريال مدريد ومُنتخب البرتغال جعلته مُرشحا فوق العادة لاحتلال مركز مُتقدم في الترتيب الخاص بالكرة الذهبية، وقد كان بإنهائه للسباق في المركز التاسع، وإن استحق مرتبة أفضل. نعم، استحق مرتبة أفضل.

بنهاية موسم 2016/17، تمكن مارسيلو من الوصول إلى قمة مستوياته على الإطلاق، وقد ساهم كثيرا في إنهاء اللوس بلانكوس العام الميلادي 2017 مُتوجا بخمسة ألقابٍ كاملة.

لقد ساعد مارسيلو كتيبة المدير الفني زيدان للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا الثاني تواليا، كأول فريق يُحقق هذا الإنجاز منذ تدشين الحلة الجديدة للبطولة عام 1992، كما قدم مردودا مميزا في حصد المرينجي للقب الدوري الإسباني الأول منذ موسم 2011/12.

في سباق الكرة الذهبية، حل مارسيلو في الترتيب السادس عشر، ولم يسبقه باللائحة الشرفية أي مدافع سوى قلب الدفاع الإسباني سيرجيو راموس، الذي استقر في المركز السادس.

خط الوسط: الإيطالي أندريا بيرلو، الهولندي ويسلي شنايدر، الإسباني أندريس إنييستا

  • أندريا بيرلو (2012)

من وجهة نظري، لم يُقدم أي متوسط للميدان مردودا قريبا حتى مما بصم عليه بيرلو في 2012. موزارت كرة القدم الإيطالية تمكن في ذلك العام من إعادة يوفنتوس للفوز بلقب الدوري الإيطالي، لأول مرة منذ أزمة "الكالتشيوبولي"، كما قاد مُنتخب إيطاليا لخوض المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية في بولندا وأوكرانيا.

صحيحٌ أن بيرلو لم يتوج بلقب كبير في 2012، لكنه - وعلى المستوى الفردي - كان ساحرا، ساحرا تماما، ساحرا للغاية، ما قاده لإنهاء العام في المرتبة السابعة باللائحة الشرفية لاختيارات الكرة الذهبية.

  • ويسلي شنايدر (2010)

تُوج شنايدر بالثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان الإيطالي موسم 2009/10، قبل أن يحرز الميدالية الفضية والمركز الثاني رفقة مُنتخب هولندا في نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا.

كانت هناك توقعات كبيرة بأن ينجح شنايدر في الفوز بالكرة الذهبية ذلك العام، لكن الواقع يقول إن اللاعب السابق لريال مدريد أنهى السباق في المرتبة الرابعة، قريبا جدا من ملامسة النسبة التصويتية التي حصل عليها الثالث تشافي هيرنانديز والثاني أندريس إنييستا.

في 2010، سجل إنييستا هدفا قاتلا، أمن به فوز مُنتخب إسبانيا بالمباراة النهائية لكأس العالم والتتويج باللقب "المونديالي" الأول في تاريخ المملكة الآيبيرية.

في 2012، كان إنييستا حاضرا أيضا في تتويج إسبانيا ببطولة أوروبا، وقد تمكن من الفوز بجائزة أفضل لاعب في المُسابقة، رغم حقيقة عدم تسجيله لأي هدف.

لكن إنييستا، وفي الحالتين، لم يحظ بفرصة الفوز بالكرة الذهبية، حتى وإن كان قريبا من ملامسة الإنجاز في المناسبتين.

في 2010، حل إنييستا ثانيا في ترتيب الكرة الذهبية، وفي 2012 حل ثالثا. كثيرون أظهروا تعاطفا كبيرا مع اللاعب الشهير بلقب الرسام، لكن ما باليد حيلة... لقد فاز ميسي في المرتين.

خط الهجوم: الفرنسي أنطوان جريزمان، الفرنسي فرانك ريبيري، الأوروجوائي دييجو فورلان

حينما تُوج كريستيانو رونالدو بكأس الأمم الأوروبية عام 2016 رفقة مُنتخب البرتغال، رأى الكثيرون في ذلك الإنجاز القاري عاملا رئيسيا، ساهم كثيرا في حصد "صاروخ ماديرا"، كما يُلقب، للكرة الذهبية في نهاية العام.

لقد خسر جريزمان لقب اليورو في المباراة النهائية أمام رونالدو، على وجه التحديد... ليتحدث البعض عن ضياع آمال النجم الفرنسي في الظفر بالكرة الذهبية، قبل أن يتبدل كل شيء بعد عامين اثنين.

في "روسيا 2018"، قدم جريزمان مستويات "لن تُنسى"، وقاد مُنتخب فرنسا للفوز بكأس العالم - اللقب القاري الأكثر أهمية على الإطلاق - ليضيفه إلى لقبي الدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية، اللذين حققهما رفقة ناديه السابق أتلتيكو مدريد.

لكن كل ذلك لم يبد كافيا... لقد انتهى سباق الكرة الذهبية بجريزمان، وقد حل في المرتبة الثالثة، ذات مركزه في 2016، وإن اختلفت فقط هوية الفائز باللقب.

ما زلت أتذكر مشهد ريبيري في حفل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 2013، حينما بدا وأنه يركض لاستلام جائزة اللاعب الأفضل في القارة العجوز.

كان ريبيري قد أنهى لتوه موسما استثنائيا مع بايرن ميونيخ، ساهم خلاله في تتويج الفريق البافاري بالثلاثية التاريخية، تحت قيادة المدرب الألماني المعتزل يوب هاينكس.

لقد سادت توقعات كبيرة بأن يكون ريبيري أول من يكسر هيمنة ميسي على جائزة الكرة الذهبية، التي استمرت لأربعة أعوامٍ متتالية (2009، 2010، 2011، 2012) لكن الصدمة الكبرى قد تجلت حينما أُعلن عن تتويج رونالدو باللقب للمرة الثانية في تاريخه، والأولى منذ وصوله إلى ريال مدريد.

وهنا، لا أقول إن رونالدو لم يستحق الفوز بالجائزة، لكن ريبيري استحق ما هو أكثر من المركز الثاني في رأيي، فقط في رأيي.

  • دييجو فورلان (2010)

حصد فورلان جائزة أفضل لاعب في كأس العالم 2010، بعد مُساهمته الكبيرة في بلوغ أوروجواي الدور نصف النهائي لمونديال جنوب أفريقيا.

قدم فورلان كل شيء، ظهر في حلة قوية حقا ومشاهد قيادية رفقة مُنتخب السيليستي، إلى جانب حضورا جد مميزا مع أتلتيكو مدريد، الذي ساعده على التتويج بلقبي الدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية، كما جريزمان في 2018، وإن اختلف الترتيب في لائحة الكرة الذهبية: المركز الخامس.

التشكيلة كاملة (4-3-3): مانويل نوير، داني ألفيس، فيرجيل فان دايك، كلبير بيبي، مارسيلو، أندريا بيرلو، ويسلي شنايدر، أندريس إنييستا، أنطوان جريزمان، فرانك ريبيري، دييجو فورلان.

 

AuthorAhmed AbdallahSourceTribuna
1
4
Best
Newest
Oldest