الكورة في زمن كورونا..

19
2
الكورة في زمن كورونا..

شعور الخوف يسيطر، الحذر من الآخر صار هاجسا، افتقدت الإحساس بالآخر في غياب المصافحة، الخوف على العائلة ومن العائلة.. مصطلحات دخلت القاموس، الحجر الصحي، تباعد اجتماعي، الكمامة، يا رب عفوك، اللهم نسألك اللطف، الاقتصاد العالمي جاث على ركبتيه. 

النفسية مريضة فأنت تعيش الخوف على نفسك وعلى من تحب.. لكن ووسط كل هذا يجب أن تستمر الحياة ونعود للعمل وللدراسة، وتعود الناس لتسافر والكاميرا لتصور والكاتب ليكتب، وتعود الأغاني والروح للملاعب والقاعات.. الإنسان يتحدى المرض ليعيش، عاد يعمل ويدرس ويكتب ويرقص ويلعب.

يكمل عصام الشوالي عن كرة القدم في ظل انتشار فايروس الكورونا : كرة القدم كانت القاطرة لإعادة الحياة، فهي أول من خرجت من الحجر الصحي.. الألمان وما أدراك ما الألمان، شعب متحد بطبعه، أعلن الحرب على كورونا وعاد الدوري في آخر مايو أيار، ليتشجع الجميع ويعود للمنافسات.

تمت دوريات ولعبت كبرى البطولات وانتصرت إرادة الحياة، ولكن مع الموجة الثانية لكوفيد 19، حبس العالم أنفاسه من جديد وعاد هاجس الإغلاق... هذه المرة كورونا أكثر عنفا وقوة ويريد فرض كلمته العليا..

واصلنا اللعب ولكن هل ستتوفر العدالة والمصداقية وتلعب الكورة أم أن كورونا سيغير النتائج؟ لا تستغرب إن خرج الهلال من بطولة دوري أبطال آسيا من دون خسارة.. هزمته كورونا وليس الكورة... ألم يحصل اليوفي على نقاط مباراته أمام نابولي في الجولة الثالثة للدوري الإيطالي بدون قطرة عرق بسبب كورونا مرة أخرى.

تصوروا أنه ومع نهاية الدوري الإيطالي قد يتساوى يوفي ونابولي أو ناد آخر بعدد النقاط، وإن حقق اليوفي اللقب، هل نعتبره تتويجا للكورة أم هدية لكورونا؟

على كرة القدم إيجاد حلول وقوانين استثنائية لضمان شفافية المسابقات وأحقية البطل، وإلا فإن كورونا ستغير الخارطة وتعطي الفوز لمن يختاره فيروسها اللعين.

Best
Newest
Oldest