وتوقفت كرة القدم المُحترفة في إسبانيا يوم الثاني عشر من مارس الماضي، وبأثرٍ فوري، في إجراء اتخذته السلطات السيادية نتاجا لتفشي وانتشار فيروس كورونا المُستجد "كوفيد-19"، الذي استشرى في الكثير من مدن ومقاطعات المملكة الآيبيرية، مُخلفا أعدادا كبيرة من الإصابات والقتلى.
واستمر تعليق الدوري الإسباني بدرجتيه الأولى والثانية قائما حتى قررت الحكومة برئاسة بيدرو سانشيز السماح باستئناف الفعاليات الرياضية لنشاطها، خلف أبوابٍ موصدة وباشتراطات صحية صارمة، ما عُرف في الأوساط المختلفة بمصطلحات مثل تخفيف الغلق والبدء في استعادة البلاد للحياة الطبيعية.
وتعود آخر مباراة خاضها ريال مدريد في بطولة الدوري الإسباني إلى الثامن مارس، حيث الخسارة 1-2 في ضيافة ريال بيتيس، أما آخر المباريات التي احتضنها ملعب الفريق الملكي في المُسابقة فترجع إلى الفاتح من مارس، وبه لقن منافسه الأزلي برشلونة درسا في فنون كرة القدم، وتغلب عليه بهدفين نظيفين.
لقد احتضن ملعب ريال مدريد مباراة الكلاسيكو هاته، وسيحتضن ملعب ريال مدريد مباراة إيبار القادمة، وإن كان الملعب نفسه متباينا في الحالتين.
اعتاد ريال مدريد على خوض مبارياته الرسمية كمُضيف في ملعب "سنتياجو برنابيو"، الذي يعود إنشائه إلى العام 1947، لكنه وفي ضوء حاجة الصرح التاريخي إلى تحديثات إنشائية، اضُطرت الإدارة للاستعانة بملعب "ألفريدو دي ستيفانو"؛ من أجل احتضان مباريات فريقنا الملكي، فيما تبقى من منافسات الموسم الرياضي الحالي.
خلال السطور القادمة، سنعمد وإياكم لاستعراض أبرز المعلومات، التي تهمك كقارئ ومُشجع لريال مدريد، عن ملعبنا الجديد "ألفريدو دي ستيفانو"، قبل استقباله لباكورة المباريات عقب استئناف النشاط.
الافتتاح
في التاسع من مايو عام 2006، قام ريال مدريد بافتتاح ملعبٍ جديد، أُنشئ خصيصا لاحتضان مباريات الفريق الثاني لكرة القدم "كاستيا"، وقد حمل اسم ألفريدو دي ستيفانو، أحد الأساطير الخالدة في تاريخ اللوس بلانكوس.
أُقيم حفل الافتتاح، الذي عرف إقامة مباراة ودية جمعت ريال مدريد بفريق ستاد ريمس الفرنسي، ولاحقا تمت إضافة تمثال للراحل دي ستيفانو تحت مسمى "السهم الأشقر"، عند مدخل المبني الجديد.
يزن تمثال "السهم الأشقر" أكثر من 400 كيلو جرامات، كم يزيد طوله عن حاجز المترين، وقد جاء تصميمه ليعبر عن احتفال تاريخي، قام به دي ستيفانو، عقب تسجيله هدفا ضد فاساس المجري، بمُسابقة دوري أبطال أوروبا.
موقع متميز
يوجد ملعب "ألفريدو دي ستيفانو" في مكان خاصٍ جدا، داخل مدينة ريال مدريد الرياضية، إذ يقع في قلب مجمع المرينجي الذي تتسع مساحته لـ 120 هكتارا.
ملعب قابل للتطور
يمكن لريال مدريد أن يطور كثيرا في الحلة الحالية لملعب "دي ستيفانو"، سيما وأن الاستاد قد صُمم على هيئة تسمح له بالتوسع مُستقبلا.
تسع مدرجات "ألفريدو دي ستيفانو" ما مجموعه 6000 مقعدا، بواقع 4000 مقعدا في الجانب الغربي و2000 مقعدا في الجانب الشرقي، مع إمكانية زيادة العدد الكلي إلى 25 ألف مقعد، عقب الانتهاء من المرحلة الرابعة في الإنشاء.
أرضية قابلة للعب والتدريب
"ألفريدو دي ستيفانو" يُعد هو الملعب الخاص بالكاستيا، حيث يخوض عليه الفريق مبارياته البيتية، كما مسرحا لتدريبات الفريق الأول وفريق الرديف. تمتاز أرضية "دي ستيفانو" بتربة تحتية صحية، مثلما هو الحال في "سنتياجو برنابيو".
مُريح لوسائل الإعلام
يضم ملعب "ألفريدو دي ستيفانو" منطقتين للتلفاز، 4 أكشاك لمعلقي التلفزيون و10 أكشاك لمُعلقي الإذاعة، كما يوجد به 28 مكانا مُخصصا للصحافيين و32 مكانا للمُعلقين.
هناك أيضا معرض الكاميرات التي تتبع الوضعيات الخاصة بحالات التسلل، وتلك الخاصة بالصور الرئيسية والمُغلقة المدى.
ويوجد في الملعب مركزا إعلاميا، مُخصصا لرجالات الصحافة، حيث نجد غرفة الصحافيين، غرفة المصورين، المنطقة المختلطة واستوديو التلفاز.
تقنية تكنولوجية عالية
يوجد في ملعب "ألفريدو دي ستيفانو" الوسائل والتسهيلات الالكترونية الخاصة به، مع وحدة تنظيمية؛ بهدف التيقن من عمليات التحكم كافة، خلال المباريات.
ملعب صديق للبيئة
مثل المدينة نفسها، يظهر ملعب "ألفريدو دي ستيفانو" في صورة المكان الصديق للبيئة:
- يتم الحصول على الماء الساخن للصرف الصحي، باستخدام الألواح الشمسية المُثبتة على سطح المُجمع.
- يتم الحصول على الماء لري العشب، عبر معالجة مياه الصرف الصحي.
- يتم الحصول على درجات البرودة لتكييف الهواء، من خزانات الثلج.
ملعب مُريح للمُشجعين
يملك المُشجعون، من زوار ملعب "ألفريدو دي ستيفانو" مساحة واسعة مُخصصة لترك سياراتهم الخاصة. يتم حجز 5% من إجمالي المقاعد للفريق الضيف، وأحيانا تزداد النسبة هاته، حسب المباراة المُقامة.
الجماهير الزائرة تنعم برفاهية استخدام دورات مياه مُخصصة لها، ومناطق أخرى للطعام والشراب.
ملعب آمن
إذا كانت هناك حاجة لإخلاء الملعب في حالات الطوارئ، فإن "ألفريدو دي ستيفانو" فسيح وآمن لذلك. صُمم الاستاد مع التفكير في احتياجات الأشخاص ذوي الحركة المحدودة، وقد حُفظت لهم مساحة خاصة.
مُتعدد الأغراض
الهدف الرئيسي من إنشاء "ألفريدو دي ستيفانو" تمثل في استضافة واحتضان مباريات الفريق الثاني "كاستيا"، لكن الملعب مُصمم أيضا لما يمكن وصفه بالاستخدام التجاري في المُستقبل.
من الممكن إقامة أي نوع من الفعاليات العامة والحفلات الموسيقية، سيما وأن المرافق تم تصميمها، بشكلٍ يسمح للمقطورات بالدخول، من أجل إنشاء المسرح الخاص بالحفلات الموسيقية، وسيشمل المُجمع غرف ملابس مُخصصة لهذا النوع مع الأحداث في المُستقبل.
